بدائل البلاستيك: خيارات مستدامة للحفاظ على البيئة
لربما نكون قد أصبحنا حرفياً نعيش في حقبة يمكن أن نطلق عليها عصر البلاسيتك!
لا يحتاج الأمر أكثر من نظرتين أو ثلاث، وأقل من عشر ثوانٍ فقط لتدرك أن أغلب الأشياء حولك مصنوعة من البلاستيك حولك. في كل ركن من غرفتك ومكتبك وحياتك يظهر البلاستيك في كل شيء بدءً من أدوات المطبخ وحتى لعب الأطفال ومستلزمات النظافة..
مع ازدياد عدد السكان، وزيادة الاستهلاك، تضاعفت الحاجة إلى استخدام مواد بلاستيكية. هذه المواد التي سرعان ما تصبح مخلّفات. وحتى الآن، كان توجه الناس هو التخلص من المخلفات البلاستيكية في أي مكان يجدونه فارغاً. لتصبح المحيطات والأماكن الطبيعية مواقع اعتيادية للتخلص منها.
أضرار البلاستيك على البيئة
بعيداً عن أية محاضرات مملة، نشير هنا لمعلومة بسيطة عن البلاستيك – أنه لا يتحلل بشكل طبيعي. أي أنه منذ أن يتم صنعه يظل معنا إلى الأبد! نحن نعلم أن هذه حقيقة. ولكن السطور القادمة ستخبرنا بأنها ليست حقيقة عابرة بقدر ما هي مأساة!
مأساة تتعاظم كل يوم لترمي في نهاية المطاف ويلاتها على البيئة والكائنات الحية وعلينا نحن -البشر- تباعاً. فالبلاستيك شيئاً فشيئاً يدخل في سلسلة غذاء المحيط وينتهي في المأكولات البحرية ليشقّ طريقه الى مائدة طعام الإنسان بحسب ما أفاد تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
البلاستيك يؤذي الكائنات البحرية والحيوانات قبل الإنسان
يومياً، تقوم القطع البلاستيكية الكبيرة بخنق السلاحف وتتشابك فيها طيور كبيرة، بينما تتسبب القطع الصغيرة في إنسداد معدة المخلوقات البحرية مثل الحيتان الذين يأكلونها معتقدين أنها غذاء لهم، مما قد يؤدي إلى إنقراض بعض الحيوانات.
فعلى شواطئ تايلاند، مثلاً، نفق حوت عنبر، بعد ابتلاعه أكثر من 80 كيساً بلاستيكياً عثر عليها الأطباء البيطريون داخله مطلع يونيو الماضي
إحصائيات منظمة الأمم المتحدة
وكانت منظمة الأمم المتحدة عام 2018 قد ذكرت في تقرير لها الآتي:
- يصل كل عام إلى محيطاتنا أكثر من 12 مليون طن من البلاستيك الذي يهدد الأنظمة البيئية الثمينة.
- تحتوي 90% من المياه المعبأة و83% من مياه الصنابير على جزيئات من البلاستيك.
- بحلول منتصف القرن، ستكون 99% من الطيور البحرية ستكون قد ابتلعت مواد بلاستيكية..
يدخل البلاستيك شيئاً فشيئاً في سلسلة غذاء المحيط وينتهي به الأمر داخل الكائنات البحرية ليشقّ طريقه الى مائدة طعام الإنسان
في العام الماضي، تم اعتماد “التغلب على التلوث البلاستيكي” كموضوع رئيسي ليوم البيئة العالمي (5 يونيو). وتبين من سياق جهود الأمم المتحدة والكيانات الأهلية المستقلة ان العمل من أجل الحدّ من استخدام البلاستيك ليس بهذه السهولة.
بدائل البلاستيك
مشكلة نفايات بالدرجة الأولى، يتم عادةً طرح فكرة إعادة التدوير كحلٍ أمثل، ولكن على الورق. ففي الحقيقة، إن إعادة تدوير المواد البلاستيكية مكلفة للغاية مقارنة بسعر المواد الخام التي تُنتج منها.
وعندما تكون عملية الجمع والمعالجة أكثر تكلفة، فمن المنطقي أن يتم إعادة تدوير عدد قليل منها.
ولهذا ظهرت على السطح بدائل البلاستيك الصديقة للبيئة، نذكر منها:
استخدم الأكياس الورقية أو القماشية:
قبل ظهور البلاستيك، كانت جميع المحلات تستخدم الأكياس الورقية بشكل روتيني. حاول أن تقلل من استهلاك البلاستيك تصحب معك أكياس قماشية كلما ذهبت للتسوق حيث أنها تتميز بالمتانة وإمكانية إعادة الاستخدام. أيضا توقف عن قبول الأكياس البلاستيكية عند شراء المنتجات من أماكن مختلفة مثل الصيدليات، محلات الهدايا وغيرها.
احفظ الطعام في الأوعية المعدنية أو الزجاجية:
يتضاعف خطر انتقال السموم من البلاستيك إلى الطعام عند حفظ الطعام به لفترة طويلة، يمكننا استبدال أدوات المطبخ وحافظات الطعام بحافظات معدنية أو زجاجية.
تخلى عن القنينة البلاستيكية واستخدم النوع القابل للاستخدام المتكرر:
من المهم تخصيص أكواب زجاجية بدلاً من أنواع البلاستيك. يُفضل أيضا الاستغناء نهائيا عن شراء زجاجات المياه البلاستيكية والالتزام بقنينة قابلة للاستخدام المتكرر.خاصة أن زجاجات المياه البلاستيكية تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل الفثالات أو PVC أو البولي كربونات، الغير موجودة بالطبع في زجاجات الستانلس ستيل والزجاج.
استبدل فرشاة الأسنان البلاستيكية بفرشاة أسنان الخيزران أو (السواك):
يمكنك استبدال فرشاة الأسنان البلاستيكية الخاصة بك بفرشاة أسنان الخيزران. الشعيرات الناعمة من فرشاة الأسنان المصنوعة من الخيزران طبيعية وصحية. يعتبر السواك بديلًا رائعًا لفرشاة الأسنان البلاستيكية، فهو يحرك الدورة الدموية في اللثة ويطهر الفم بشكل لطيف.
استخدم الملاعق الخشبية والملاعق القابلة للأكل:
لا تخلو أدوات المطبخ من الملاعق البلاستيكية، لكن للأسف من المحتمل أن تحمل الملاعق البلاستيكية مواداً كيميائية سامة. إن استخدام الملاعق الصالحة للأكل مفيد لأنها مصنوعة من عجين مصنوع من خليط من الأرز والقمح ودقيق الذرة الرفيعة. الملاعق الخشبية هي أيضاً بديل صديق للبيئة ممتاز عن الملاعق البلاستيكية.
استبدل زجاجات الشامبو بالصابون الطبيعي:
أغلب منتجات التنظيف تُعبّأ في حافظات بلاستيكية، مثل الشامبو وبلسم الشعر. من الممكن استبدال سائل الصابون المُعبأ في العُلب البلاستيكية بقطع الصابون التقليدية المصنوعة من مواد طبيعية والتي تفي بالغرض ذاته.
عود أطفالك على الألعاب الخشبية والقماشية:
بشكل عام، قد يبدو تجنب البلاستيك بما يخص ألعاب الأطفال صعباً، ولكن هناك بدائل خشبية لأغلب الألعاب التعليمية، وهناك كذلك دمى القماش بدلاً من دمى البلاستيك.
احرص على تعويد طفلك على الاستمتاع بالألعاب المصنوعة من القماش أو المواد المختلفة حتى يكبر الطفل وهو متأقلم على عدم الإعتماد على البلاستيك.
استبدل الشماعات البلاستيكية بالشمّاعات الخشبية:
نحن في القرن الواحد والعشرين، لكن هذه الشماعات متوفرة في معظم متاجر الآثاث. رغم أسعارها المرتفعة مقارنة بالشماعات البلاستيكية إلا أنها تدوم لفترة أطول، وتتحمل ملابس أثقل مع عدم الإغفال عن مظهرها الجمالية.
تخلى عن الماصات البلاستيكية واستخدم الماصات الزجاجية أو المعدنية:
في عام 2017، اكتشف العلماء ماصة بلاستيكية داخل فتحة أنف سلحفاة مائية وأثار الموضوع المزيد من الإستنكار والمطالبة بمنع الماصات البلاستيكية. وبالفعل، بدأت الكثير من المقاهي والمطاعم في منع الماصات البلاستيكية والتي تعتبر مشكلة كارئية للبيئة. يجب عليك أنت أيضا الامتناع تماما عن استخدامها واستبدالها بالماصات الزجاجية أو المعدنية التي يمكن غسلها بسهولة وإعادة استخدامها.
استخدم أكياس القمامة القابلة للتحلل:
في المرة القادمة التي تذهب فيها لشراء أكياس القمامة، أطلب النوع القابل للتحلل وتوقف عن استخدام الأكياس البلاستيكية.
استخدم أدوات تصفيف الشعر الخشبية:
لا تعتبر هذه الأدوات فقط بديلا رائعا للبلاسيتك ولكنها تتميز أيضا بفوائد لفروة الرأس، ما يجعلها خيارا أمثل للبيئة ولك.
يصاحب هذه البدائل اليومية، أخبار مبشرة عن توفر حلول هندسية لمشكلة البلاستيك، كما فعل العلماء في جامعة هارفارد حين اخترعوا نوع من البلاستيك قابل للتحلل باستخدام قشور الروبيان. وأخبار أخرى تخص براءة اختراع كولومبية عن طبق ورقي للاستخدام مرة واحدة مصنوع من دقيق اليوكا، وهي مادة حيوية قابلة للتحلل وبديل مبتكر للبلاستيك.
لكل ذلك، ولأنها أرضنا، وأرض الأجيال القادمة…
فلنظهر للشركات الكبرى أننا لن نكون متواطئين مع جرائمهم البيئية، لنقنن استخدامنا اليومي للبلاستيك ونستغنى عنها في كل شيء من أدوات المطبخ ومستلزماتنا ولنصنع البدائل، ولنتذكر دائماَ، الوعي هو الخطوة الأولى.