الغذاء

5 أفكار عربية حوّلت نقمة إهدار الطعام إلى نعمة

يتمّ إهدار حوالي 1.3 مليار طنّ من الطّعام سنويا في العالم، أي ما تعادل قيمته حوالي 680 مليار دولار. هذه الأرقام المخيفة ليست بعيدة عن الدّول العربية، فترتيبها مرتفع نوعا ما فيما يخصّ إهدار الطعام رغم أنّ نسبة الفقر مرتفعة في كثير من هذه الدّول. هذا المقال يعرّفك على خمس أفكار عربية استطاعت أن تستفيد من فائض الطّعام لسدّ رمق المحتاجين، جاعلة من تحرّكات بسيطة حلولا لمشاكل كبيرة.

1. مؤسّسة ريفود في الكويت (Refood)

إهدار الطعام
مؤسّسة ريفود في الكويت (Refood)

“نعمل على وقف الهدر لتدوم النّعم” هو شعار مؤسّسة ريفود الكويتية من أجل الاستفادة من الطّعام الفائض لإطعام المحتاجين ووقف إهدار الطعام، والّتي انطلقت سنة 2014. بدأت مريم العيسى فكرتها، وهي مؤسِّسة مشروع ريفود، من شعورها بضرورة التحرّك بعد أن عرفت أنّ الطّعام المهدر في الكويت يمكن أن يكون طعاما لأكثر من مليوني شخص يوميا، وقد حصل مشروعها بعد نجاحه على جائزة الكويت للتميّز والابداع الشّبابي 2018. ما تقوم به ريفود هو أمر بسيط، فهي تجمع الأغذية الفائضة من الأسواق المحلّية وشركات الغذاء، ثمّ تقوم بفحصه وإعادة تعبئته ليصل إلى الأسر المحتاجة المسجّلة في قاعدة بيانات المؤسّسة.

 2. تطبيق ريكول في المغرب (Rikoul)

إهدار الطعام
تطبيق ريكول في المغرب (Rikoul)

ريكول أو غيكول هي كلمة باللّهجة المغربية تعني ببساطة أن “لا تقلق، وكل ما يحلو لك”. تمّ ترجمة فكرة ريكول إلى تطبيق على الهاتف المحمول يمكّن المزوّد بالطّعام والمحتاج له على السّواء من ولوج التّطبيق والاستفادة منه، حيث أنّ المبدأ هو أن يعلن مزوّدو الغذاء عن تخفيضات على الأغذية الّتي اقتربت نهاية صلاحيتها بدل رميها وتحولها إلى مخلفات مواد غذائية، وبهذا يمكن للمستفيدين الحصول على تلك الأغذية بعد طلبها عن طريق التّطبيق. المشروع الّذي أطلقه الشّاب المغربي سعد أكناو لا يزال  في بدايته، فهو لم ينتشر في كلّ مدن المغرب بعد، لكنّ الفكرة الواعدة تبدي مؤشّرات بنجاحها في منع رمي الأغذية ووقف إهدار الطعام.

3. جمعية الغذاء المبارك في لبنان (Food Blessed)

إهدار الطعام
جمعية الغذاء المبارك في لبنان (Food Blessed)

هي جمعية شبابية لبنانية أرادت إيجاد حلّ للفقراء بتأمين غذائهم من خلال جمع التبرّعات من خلال استغلال الطعام المهدر من الذهاب إلى القمامة لدى الأسواق المحلّية والمطاعم وغيرها. الجمعية الّتي تأسّست عام 2012، من خلال مشاركة شباب متطوّعين، استطاعت أن تطوّر أساليبها بأن ابتكرت فكرة شاحنة متنقّلة تنتقل إلى الأماكن المعزولة لتقدّم الطّعام للمحتاجين هناك، كما تضع الجمعية اللّاجئين السّوريين في مركز أولوياتها حيث أنّهم يحتاجون مختلف أنواع المساعدة. تحاول الجمعية أيضا أن تمنح طرقا للحفاظ على الطّعام من هدره، ومن خلال التّوعية بهذه المشكلة، يزيد عدد من يشارك في منح الغذاء للمحتاج ووقف إهدار الطعام.

4. بنك الإمارات للطّعام (Food bank)

إهدار الطعام
بنك الإمارات للطّعام (Food bank)

هي مبادرة إماراتية هدفها إطعام الفقراء للقضاء على الجوع داخل الإمارات عن طريق جمع فائض الطّعام من الفنادق والمطاعم وأسواق بيع الأطعمة وغيرها. بنك الطّعام هو إحدى مبادرات أمير دبي، حيث انطلق كمؤسّسة غير ربحية سنة 2017 بهدف التّقليل من إهدار الطعام الّذي يُرمى في النّفايات، والاستفادة من ذلك الفائض من خلال جمعيات إنسانية ومتطوّعين للقيام بتجهيزه وتوزيعه على المحتاجين في الدّولة. من بين الأهداف أيضا الّتي يتطلّع إليها بنك الطّعام الإماراتي هو أن تصبح مدينة دبي اوّل مدينة في المنطقة خالية تماما من نفايات الطّعام، على أن يتمّ تعميم ذلك على كلّ إمارات الدّولة لاحقا.

5. جمعية مطبخ العائلة في الأردن (Family kitchen)

إهدار الطعام
جمعية مطبخ العائلة في الأردن (Family kitchen)

هي جمعية أردنية أسّسها بندر الشّريف حينما رأى كمّية الطّعام الّذي تقوم الفنادق برميه في شهر رمضان بشكل خاصّ. تحرّك المؤسّس سنة 2011 مع فريق من المتطوّعين من أجل إيقاف ذلك الهدر غير المبرّر، حيث اعتنوا بجمع الفائض من الفنادق والحفلات والمطاعم وغيرها، ثمّ إعادة تعليبه وتوزيعه على المحتاجين. تركّز الجمعية أيضا على مخيّمات اللّاجئين الفلسطينيين، حيث أنّ نسبة الفقر تمنع كثيرا من الأسر من الحصول على ما يحتاجونه من طعام. عدا عن تقديم الغذاء، تحاول الجمعية سدّ حاجة الفقراء من الملابس والأدوات المدرسية وغيرها لتكون بذلك أداة ناجحة لكفاية الفقراء ما يحتاجونه.

كانت هذه نماذج بسيطة تمثّل إدراك الشّباب العربي بشكل خاصّ لمشاكل المجتمعات العربية وإهدار الطعام، ثمّ تطوير حلول مناسبة سهلة تساعد على الرقيّ بالدّول العربية إلى الأفضل، من خلال التّقليل من الجوع لدى الأسر الفقيرة، وكذا من خلال منع رمي الطّعام الصّالح للأكل في النّفايات بينما هناك من هو بحاجة إليه.

اظهر المزيد

اقرأ أيضاً

إغلاق