الغذاء

تطبيق ينقذ الطعام المهدر من الذهاب إلى القمامة- نوايا حسنة

يخسر العالم ثلث إنتاجه السنوي من الطعام الذي يتغذى عليه البشر بسبب إما التلف والإهدار. يعادل ذلك حوالي 1.3 مليار طن من الطعام الصالح للأكل، والذي يفسد أثناء عمليات الحصاد، أو المعالجة، أو النقل، أو عند بائعي التجزئة أو المستهلكين، بالإضافة للأطعمة التي لا يشتريها المستهلكون، أو يتخلصون منها.

وربما لا يكون الطعام المهدر أول ما يخطر ببالنا حين نفكر بالأشياء التي تضر بكوكبنا، وقد لا يعلم معظمنا مدى تأثير ذلك عليه. إلا أنه وبالإضافة إلى الموارد العديدة التي يتم استهلاكها لإنتاج الأطعمة المختلفة، تساهم الأطعمة المهدرة والتالفة في انبعاثات الغازات الدفيئة؛ وبالتالي تساهم في ظاهرة تغير المناخ.

لكن توصل فريق “كارما” إلى فكرة رائعة للحفاظ على الأرض، وعلى ميزانية الأفراد في نفس الوقت…

بداية فكرة إنقاذ الطعام

الطعام
بداية فكرة إنقاذ الطعام

“كارما” (Karma) هي شركة سويدية ناشئة، بادر بتأسسيها كل من “إلسا برنادوت”، و”هجلمار ستاهلبيرغ نوردغرين”، و”لودفيج بيرلنج”، و”ماتيس لارسون”؛ وذلك للحد من مشكلة إهدار الطعام حول العالم، ويقع مقرها في ستوكهولم. يؤمن مؤسسي “كارما” بأن الطعام لا يجب إهداره. وقد جاءت الانطلاقة الرسمية لتطبيقهم في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016، قائمة على آلية عمل بسيطة للغاية: يرفع الباعة صور ومعلومات الأطعمة غير المباعة على التطبيق بتخفيض 50 بالمائة على سعرها الأصلي، ثم يمكن للمستخدمين القريبين تصفح التطبيق، وشراءالأطعمة، والمرور للحصول عليها كوجبات جاهزة. وبذلك، يحصل المستهلكون على الطعام بسعر أقل، ويجني أصحاب المطاعم أموالاً أكثر، كما تقل معاناة الكوكب من انبعاثات الغازات الدفيئة. وبذلك يفوز الجميع!

إنشاء التطبيق

بدأ تطبيق “كارما” كمنصة لمشاركة العروض اليومية التي يكتشفها المستخدمين (تقريباً مثل نسخة من موقع “Groupon” تعتمد على حشد المعلومات من المستخدمين)، إلا أن التطبيق سرعان ما فقد قاعدة مستخدميه، فقرر الفريق قصر دائرة عروضهم على الأطعمة الفائضة.

وقد واجه فريق “كارما” بعض المشاكل في بداية محاولاتهم للتواصل مع المطاعم وبائعي التجزئة؛ إذ لم يكن الكثيرون مستعدين للاعتراف بوجود فائض من الطعام لديهم، كما قال الكثيرون أن مشكلة إهدار الطعام لا يمكن حلها بتلك السهولة، لكن هذا لم يمنع تطبيق “كارما” من الوصول إلى ما هو عليه اليوم.

اجتذبت المبادرة اهتمام مستثمرين سويديين، والذين مدوا الفريق بالتمويل اللازم ليكبروا ويبدأوا في البحث عن سوق آخر يتوسعون به، حتى وقع اختيارهم على مدينة لندن. وجاء ذلك الاختيار لسببين بسيطين؛ إنها عاصمة دولة تعاني من مشكلة هائلة فيما يتعلق بإهدار الطعام، وتوجد بها حركة متنامية لاستغلال الموارد بصورة مستدامة، وذلك بقيادة المستهلكين والباعة. وكما كان متوقعاً، حققت شركة “كارما” نجاحاً هائلاً في لندن.

كيف تساهم “كارما” في الحفاظ على كوكبنا؟

بالرغم من عدم توفره حتى الآن سوى على نطاق دولة السويد ومدينة لندن، حقق تطبيق “كارما” نتائج مبهرة بالفعل؛ فقد:

  • أقام شراكات مع ما يزيد على 1500 بائع تجزئة.
  • خلق مجتمعاً يفوق عدد مستخدميه 350 ألف مستخدم للتطبيق.
  • توسع إلى ما يزيد عن 150 مدينة.
  • ساعد في حفظ 200 طن طعام من الانتهاء إلى مدافن النفايات سنوياً.
  • زوّد عائدات المطاعم المشاركة بما يصل إلى 50 ألف يورو سنوياً.
  • حفظ 450 ألف سلعة غذائية.
  • قلل انبعاثات الغازات الدفيئة بما يعادل استخدام السيارة لمدة 19 ألف يوماً.

كيفية البدء باستخدام “كارما”

استخدام تطبيق “كارما” سهل للغاية.

  1. يقوم المستخدم بتحميل التطبيق على الهاتف الذكي الذي يعمل بنظام “أندرويد” أو “iOS”.
  2. يبادر بإنشاء حساب جديد.
  3. يبدا في البحث عن المواد الغذائية القريبة منه لشراء ما يناسب ذوقه.

يعتمد التطبيق على خدمات الموقع، مما يتيح للمستخدم إيجاد المطاعم والأطعمة القريبة منه بسرعة وسهولة، ويمكنه بعدها المرور للحصول على الطعام كوجبة جاهزة.

ماذا يمكننا نحن أن نفعل أيضا لتقليل إهدار الطعام؟

الطعام
ماذا يمكننا نحن أن نفعل أيضا لتقليل إهدار الطعام؟

يبدأ التغيير من عندك أنت. فلو زاد اهتمام كل شخص في العالم بكمية الطعام المهدر في منزله، سيتمكن العالم من حل تلك المشكلة المنتشرة في جميع أنحائه بسرعة، وسنتمكن من إنقاذ كوكبنا.

 

  • انتبه لما تشتريه

    يمكنك كتابة قائمة بالأطعمة التي تبقى عادة في خزانة وبراد الطعام بمنزلك حتى تنتهي صلاحيتها، ووضع ذلك في اعتبارك حين تذهب لشراء الأطعمة. قد يبدو الأمر بسيطاً، لكنه تغييراً هائلاً بوسعك إدراجه ضمن أنشطتك اليومية. يمكنك أيضاً التخطيط لوجباتك بشكل مسبق، وإعداد قوائم تسوق مفصلة تلتزم بها، بالإضافة لشراء الأطعمة المنتجة محلياً من الباعة المستقلين، إذا أمكن.

  • قلل حجم حصصك الغذائية

    لقد ازداد حجم الوجبات والحصص الغذائية للفرد الواجد بشدة عبر العقود القليلة الماضية. ويجب أن نصبح أكثر وعياً بكمية الطعام التي نضعها في أطباقنا؛ ففي الواقع، أنت لست بحاجة لكميات هائلة من الطعام لكي تشعر بالشبع، لكن المطاعم هي من تدفعنا للاعتقاد بعكس ذلك. انتبه لكمية الطعام التي تعدها حين تنتوي طهي طعامك بالمنزل.

  • لا تشتر الأطعمة قبل التحقق من تاريخ انتهاء صلاحيتها

    تأكد من عدم شرائك لمنتجات ستنتهي صلاحيتها قبل التاريخ الذي تخطط لاستهلاكها به. ويجب أن تولّ اهتماماً خاصاً للمنتجات ذات فترات الصلاحية القصيرة، كالحليب والبيض، لكي لا تعود إلى منزلك لتكتشف أن المنتجات التي اشتريتها ستنتهي صلاحيتها خلال بضعة أيام.

  • احتفظ ببقايا الطعام

    لا يجب عليك الاحتفاظ ببقايا الطعام فقط، عليك أكلها أيضاً. سواء كنت قد طهوت طعاماً أكثر من حاجتك، أو أحضرت بقايا وجبتك بأحد المطاعم إلى المنزل، عليك أن تخطط وجباتك للأيام التالية بحيث تتضمن استغلال بقايا الطعام، وأن تكون منتبهاً لتاريخ إعداد ذلك الطعام، وفترة تخزينه بمبرد الطعام أو حجرة التخزين.

بينما يوجد الكثير الذي يمكنك فعله في منزلك لمنع إهدار الطعام، تساهم الشركات مثل “كارما” بشكل عظيم في حفظ كوكبنا من وباء إهدار الطعام الذي نواجهه الآن. ومع تزايد عدد المطاعم المشاركة ببرامج مثل الذي تقدمه “كارما”، فإن ذلك هو الوقت الأمثل لاتخاذ خطوة، والمساهمة في إنقاذ كوكبنا، مع الاستمتاع بوجبة لذيذة… مقابل تكلفة أقل بالطبع!

الوسوم
اظهر المزيد

اقرأ أيضاً

إغلاق