البيئة

دراسة حديثة: البلاستيك يسبب الأرق تمامًا مثل الكافيين

في عصرنا الحديث، أصبح البلاستيك جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من عبوات المياه، إلى أواني الطعام، وحتى الأجهزة الإلكترونية – يكاد لا يخلو بيت من هذا العنصر الصناعي. ورغم الراحة التي يوفرها، فإن الأبحاث العلمية بدأت تُسلّط الضوء على جانب مظلم لاستخدامات البلاستيك، خاصةً فيما يتعلق بتأثيره على جودة النوم.

المواد الكيميائية المخفية في البلاستيك

لا يعود الضرر في البلاستيك إلى مادته بحد ذاتها فقط، بل إلى المواد الكيميائية التي تُضاف إليه أثناء التصنيع، مثل البيسفينول A (BPA) والفثالات (Phthalates). تُستخدم هذه المركبات لجعل البلاستيك أكثر مرونة أو مقاومة للحرارة، لكنها أيضًا تدخل جسم الإنسان عبر الطعام، الماء، أو حتى الجلد.

اضطرابات النوم: تشابه غير متوقع مع الكافيين

تشير الدراسات إلى أن بعض هذه المركبات الكيميائية، مثل BPA، قد تُحدث اضطرابًا في الجهاز الهرموني للجسم، لا سيما في هرمونات مثل الميلاتونين – وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. تمامًا كما أن شرب كوب قهوة قبل النوم قد يؤخر النوم أو يسبب أرقًا، فإن التعرض المستمر لمواد كيميائية معينة من البلاستيك قد يؤدي إلى نتائج مشابهة.

وقد لاحظ الباحثون وجود علاقة بين ارتفاع نسبة بعض هذه المركبات في الجسم وبين تقطع النوم، أو حتى الأرق المزمن. فالتأثير لا يكون فوريًا كالكافيين، لكنه يظهر بشكل تراكمي مع مرور الوقت، مما يجعل من الصعب ربط السبب بالمشكلة في البداية.

كيف نحمي أنفسنا؟

الخبر الجيد هو أن هناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها للحد من التعرض لهذه المواد:

استخدام الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ بدلًا من البلاستيك عند تخزين الطعام أو الشراب، خاصةً الساخن.

تجنب تسخين الطعام في أواني بلاستيكية داخل الميكروويف.

التحقق من وجود علامة “خالي من BPA” على المنتجات البلاستيكية.

الابتعاد عن العطور الاصطناعية وبعض مستحضرات التجميل التي تحتوي على فثالات.

خاتمة

قد لا نفكر كثيرًا في زجاجة المياه البلاستيكية التي نحملها، أو في الوعاء الذي نسخن فيه طعامنا، لكن التأثيرات الخفية لهذه العادات قد تكون كبيرة. تمامًا كما نتجنب القهوة في المساء حفاظًا على نوم مريح، يجدر بنا أن نعيد النظر في علاقتنا بالبلاستيك – فالنوم الجيد لا يرتبط فقط بما نأكله أو نشربه، بل أيضًا بما نضع فيه طعامنا ونستخدمه يوميًا.

اقرأ أيضًا:

معلومات قد تقرأها لأول مرة…تعرف على 8 من أنواع البلاستيك ورموزها

 

اظهر المزيد

اقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى