لعبة قديمة… حياة جديدة: كيف تُحدث هذه الشركة ثورة في عالم الألعاب المستدامة

في عالم يتزايد فيه الوعي البيئي، تبرز مبادرات مبتكرة تسعى لإحداث تغيير حقيقي في سلوكيات الاستهلاك. من بين هذه المبادرات، تبرز شركة “Loved Before” البريطانية، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، كمثال رائد في مجال إعادة تدوير الألعاب المحشوة وتقديمها بشكل مستدام ومؤثر.
فكرة مبتكرة: تبني الألعاب المحشوة المستعملة
تأسست “Loved Before” على يد شارلوت ليبلينغ، التي لاحظت خلال عملها التطوعي في متجر خيري الكمية الكبيرة من الألعاب المستعملة التي تُرمى أو تُستخدم كألعاب للحيوانات الأليفة أو تُرسل إلى مكب النفايات. من هنا، نشأت فكرة إنشاء وكالة تبني للألعاب المحشوة المستعملة، تمنح هذه الألعاب فرصة جديدة للحياة وتُعيد لها قيمتها العاطفية والبيئية.
رحلة اللعبة: من التبرع إلى التبني
تبدأ رحلة كل لعبة محشوة بالتبرع بها إلى “Loved Before”، حيث تخضع لعملية تنظيف دقيقة تُعرف بـ”السبا”، تُعيد لها نظافتها ورونقها. بعد ذلك، تُجرى جلسة تصوير احترافية لكل لعبة، تُرفق معها قصة قصيرة تسرد مغامراتها السابقة. تُعرض هذه الألعاب على الموقع الإلكتروني للشركة، حيث يمكن للمهتمين “تبنيها” مقابل مبلغ رمزي، مع العلم أن 50% من الأرباح تُخصص لدعم مؤسسة “Make-A-Wish UK” الخيرية.
أثر بيئي ملموس
منذ انطلاقها، نجحت “Loved Before” في إعادة توطين ما يقرب من 5,000 لعبة محشوة، مما ساهم في تقليل النفايات وتحقيق وفورات بيئية ملموسة. تُقدر الشركة أنها من خلال إعادة تدوير هذه الألعاب، منعت إنتاج حوالي 1 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل لعبة، وساهمت في تقليل النفايات بمقدار 250 طنًا.Loved Before
شراكات استراتيجية وتوسع عالمي

تعاونت “Loved Before” مع مؤسسات مرموقة مثل “Essex Wildlife Trust”، حيث تُعرض الألعاب في 11 موقعًا تابعًا للمؤسسة، مما يُعزز الوعي البيئي بين الزوار. كما تتواجد منتجات الشركة في متاجر “Selfridges” الشهيرة في لندن ومانشستر وبرمنغهام، مما يُعزز من حضورها التجاري ويُغير من نظرة المستهلكين للألعاب المستعملة.BBC+1BBC+1
احتفاء بالعيوب: “غير مثالي، لكني مثالي”
تُروج “Loved Before” لفكرة أن العيوب والتآكل في الألعاب ليست نقصًا، بل دليل على الحب والذكريات التي حملتها هذه الألعاب. تُشجع الشركة على تقبل “العيوب” كجزء من جمال اللعبة، مما يُعزز من قيمة الاستدامة والقبول في المجتمع.
تجربة شخصية: قصة “كابتن بوركشوب”
من بين القصص المؤثرة، تبرز قصة “كابتن بوركشوب”، خنزير محشو تم تبنيه من قبل إميلي دريمان كهدية لابنة صديقتها. تقول إميلي: “أنا شخص عاطفي، والألعاب المحشوة تمثل نقطة ضعف بالنسبة لي. أحببت الفكرة بأكملها”. بعد تبني اللعبة، قامت إميلي بجمع حوالي 20 لعبة محشوة من علية والديها وتبرعت بها لـ “Loved Before”، مما يُظهر التأثير العاطفي والإيجابي للمبادرة.
دعوة للمشاركة: كيف يمكنك المساهمة؟
إذا كنت تمتلك ألعابًا محشوة لم تعد تُستخدم، يمكنك التبرع بها لـ “Loved Before” عبر موقعهم الإلكتروني. كما يمكنك تبني لعبة جديدة، مما يُسهم في دعم البيئة والمؤسسات الخيرية.
في الختام، تُعد “Loved Before” مثالًا حيًا على كيفية تحويل فكرة بسيطة إلى حركة مؤثرة تُعيد تعريف الاستهلاك وتُعزز من قيم الاستدامة والرحمة في المجتمع.
اقرأ أيضًا:
تعرف على أهم 8 اختراعات مبتكرة لذوي الاحتياجات الخاصة