تكنولوجيا

نظام ذكي ينقذ آلاف الأرواح بملاحقة العقاقير المزيفة

تصل قيمة صناعة العقاقير المزيفة إلى مليارات الدولارات، وفقاً للتحقيقات والأبحاث. وتباع تلك العقاقير إلى جانب العقاقير الطبية الحقيقية المستخدمة لعلاج الأمراض، حتى أنها في بعض الأحيان يتم تعبئتها وتغليفها لتشابهها تماماً. وللأسف، لا تفيد تلك الأدوية المغشوشة في علاج العلة التي يعاني منها المريض الذي يتناولها دون علم بحقيقتها. بل إن بعضها قد يضره أو يؤدي إلى وفاته؛ إذ تتسبب تلك العقاقير بما يزيد على المائة ألف حالة وفاة سنوياً في أفريقيا وحدها.

لحسن الحظ، طوّر رائد الأعمال “برايت سيمونز” منظومة “إم بيديجري” (mPedigree)، والتي تجمع بين تقنيات متعددة لحماية شركات الأدوية والمرضى على حد سواء من الضرر الذي يمكن أن تتسبب به العقاقير المزيفة والمغشوشة. ومن المثير للدهشة أن تلك التنقية المستخدمة لمحاربة ذلك الغش تماثل في بساطتها استخدام خط الهاتف الأرضي أو الهاتف الذكي.

بعض المعلومات حول العقاقير المزيفة

العقاقير المزيفة
بعض المعلومات حول العقاقير المزيفة
  • الدول النامية، والتي لا تملك أنظمة رعاية صحية متطورة، هي الأكثر عرضة لمواجهة أخطار الأدوية والعقاقير المزيفة.
  • تصل نسبة مبيعات الأدوية المغشوشة إلى ثلاثين بالمائة من أجمالي مبيعات العقاقير الطبية في بعض تلك الدول.
  • لا تلتزم الكثير من الصيدليات في تلك الدول بتعيين أطباء صيدلانيين، فيتولى مبيعات الأدوية الموصوفة طاقم من العاملين غير المؤهلين، والذين لا يعرفون بالضرورة كيفية تمييز العقاقير المزيفة عن الأصلية.
  • وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا تمثل العقاقير المزيفة خطراً على المرضى وحدهم، بل تشكل خطراً على أنظمة الرعاية الصحية بالكامل.
  • أثبتت الحلول المستخدمة سابقاً، كشفرة الخطوط العمودية (باركود) والصور المجسمة عدم فعاليتها، إذ لا يفهم معظم المستهلكين جدواها، لعدم قدرتهم على القراءة أو افتقارهم للمهارات التقنية اللازمة.
  • الإصدارات المزيفة من الأدوية المضادة للملاريا منتشرة للغاية. وقد تأثرت العديد من الدول المختلفة بتلك العقاقير المزيفة، إلا أن كينيا، ونيجيريا، وأوغندا، وتنزانيا، وجنوب أفريقيا، والهند كانوا أكثر من عانوا من تلك المشكلة وتوابعها.

تعرف على: حل مشكلة تأثير فضلات الطعام على البيئة

الدول النامية هي الأكثر عرضة لمواجهة أخطار الأدوية والعقاقير المزيفة

كيف ساهم نظام “إم بيديجري” في توعية المرضى

كيف ساهم نظام “إم بيديجري” في توعية المرضى

قرر “سيمونز” خلق نظام سهل الاستخدام يتيح للمستهلكين تحديد ما إذا كان العقار الذي يملكونه دواء مصدق عليه باستخدام هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية. ويعمل النظام بفعالية؛ حيث تُدخل به شركات الأدوية معلومات العقاقير أثناء تصنيعها وتوزيعها، ثم يتم تزويد الأدوية بملصقات تحتوي على شفرة باركود. يمكن للمستهلكين بعد ذلك البحث عن تلك الشفرة، ومسحها باستخدام هاتفهم الذكي أو جهازهم اللوحي، للتحقق مما إذا كان الدواء أصلياً ومن إنتاج وتوزيع شركة الأدوية.

شاهد أيضًا: عوامل العيش في المدينة الأكثر خضرة في العالم

العامل الرئيسي في نجاح “إم بيديجري” هو سهولة استخدامها من قبل كافة المستهلكين

يمكن مصادقة الأدوية والعقاقير الطبية من خلال عدة وسائل، تشمل المسح، والرسائل النصية، والاستعلام عبر الهاتف، مما يتيح للمرضى حماية أنفسهم من الوقوع في شرك العقاقير المزيفة. وبينما يحمي ذلك النظام المرضى، فإنه في الوقت نفسه يُخطر شركات الأدوية بأماكن ظهور الإصدارات المزيفة من عقاقيرهم. يتضمن عملاء “إم بيديجري” شركات كبرى مثل “لا روش” (La Roche)، و”سانوفي” (Sanofi)، و”أسترا زينيكا” (AstraZeneca). كما تستخدم تلك التقنية الآن للتعرف على أنواع أخرى من المنتجات المزيفة، مثل مستحضرات التجميل.

في خطابه بندوة “سالزبورغ” العالمية لعام 2012، شرح “برايت سيمونز” العوامل التي أتاحت لتقنيته الوصول إلى عدد هائل من الأشخاص. “لا يصح وصف التقنيات الحديثة بكونها ابتكارات حتى يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها، وحتى مع بدء انطلاق وسائل الإعلام الحديثة، يجب أن تضع في اعتبارك مدى قبول تلك التقنيات والمؤسسات ضمن السياق الثقافي والبيئات المختلفة، والقدرة على استيعابها.” العامل الرئيسي في نجاح “إم بيديجري” هو سهولة استخدامها من قبل كافة المستهلكين.

تعرف على: تعرف على أفضل 10 مدن صديقة للبيئة

بفضل ابتكار “برايت سيمونز”، “إم بيديجري”، يمكن للمستهلكين في الدول النامية الآن تجنب استخدام العقاقير المغشوشة والمزيفة. حتى أن ظهور تلك العقاقير في دولة نيجيريا قد تقلص من حوالي عشرين بالمائة من إجمالي سوق الدواء إلى ما يقارب الثلاثة بالمائة. تتيح سهولة استخدام تلك التقنية استفادة جميع المرضى منها، حتى الأميين والذين لا يستطيعون القراءة منهم. وبالجمع بين سهولة الاستخدام تلك، ومعلومات الأرقام التسلسلية العقاقير الطبية التي تُدخلها شركات الأدوية الكبرى بنظام “إم بيديجري”، أًصبح المرضى في مأمن من العقاقير المزيفة أكثر من أي وقت مضى.

خلق عالم أكثر أماناً للمرضى

استخدم “برايت سيمونز”، ونظام “إم بيديجري”، تقنية تجعل من العالم مكاناً أكثر أمناً، خاصة في الدول النامية. فبفضل ذلك الابتكار، يمكن للمستهلكين حماية أنفسهم من خلال استخدام التقنيات الحديثة بشكل جديد. ويعود النجاح الهائل لابتكار “سيمونز” إلى إتاحة استخدام تلك الأداة للعامة عبر هواتفهم الخاصة.

تُباع العقاقير المزيفة لكثير من المرضى في الدول النامية، وهو ما ينتج عنه ترك أمراضهم دون علاج، ويتسبب في ردود أفعال ومضاعفات لا يمكن توقعها. ولمكافحة تلك العقاقير الخطرة، ابتكر “برايت سيمونز” منظومة “إم بيديجري”، والتي تتيح للمستهلكين التحقق مما إذا كان الدواء الذي يملكونه أصلياً أم لا، كما تتيح لشركات الأدوية جمع المعلومات حول أماكن بيع الإصدارات المزيفة من عقاقيرهم.

اظهر المزيد

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى